!!...على أعتاب عام جديد
{ منتدى نسمة سهر } :: قسم القرأة :: شعر و مقالات :: مقالات :: علمتني الايام
صفحة 1 من اصل 1
16032010
!!...على أعتاب عام جديد
إحدى وثلاثون عاما ليسوا بالشيء القليل ..!!
إحدى عشر ألف يوما في الحياة، لا يمكن أن يكونوا رقما صغيرا.!
منذ أبصرت عيني الحياة وأنا لا أكف عن الإنصات، والتعلم، والضحك، والمشاانا قليل ادب و ما تربيتة، والركض، والتأمل ..
لم أعش يوما واحدا وذهني خال من الأحلام ..
تعرضت لكبوات ليست بالقليلة، راهنت على رحمة الله كثيرا، وعلى لطفه بعباده، ونصرته لعبد ألقت به الأيام في معارك متعددة، لم يخترها بمحض إرادته .
وكان دائما ـ جل اسمه ـ قريبا سمعيا منقذا .
كان عند ظن عبده الضعيف .. ولم يخذله قط .
لقد استضافتني مدرسة الحياة لما يقرب من إحدى عشر ألف يوما، علمتني خلالهما الكثير والكثير ..
لكن يظل أعمق ما لقنتني إياه، وأثر فيا تأثيرا بالغا، هو إخبارها لي ـ وبإلحاح ـ على أن الحياة بطولها وعرضها، ليست أكثر من مغامرة .
إن لم نكتشف كل يوم جانبا من جوانبها الغامضة، ونفك شيئا من طلاسمها الغريبة فإننا لا يصح أبدا أن ندعي بأننا عشنا حياة كاملة صحيحة .
بدأت معاركي مع الحياة منذ أن بدأ الوعي بوجداني يكبر ويتكون، أو لنقل إن أحببنا الدقة منذ أن عرفت قدماي طريق المكتبة، وأمسكت يدي بأول كتاب !.
العلم طوى لي سنوات وسنوات، وألقي بين يدي بالأسرار والخبرات والتجارب .
حررتني القراءة من المضي في أي طريق، والرضا بأي حياة، والقبول بأي خيار ..
لا زال مرأى الطفل الصغير وهو يقف أمام بائع الحلوى ليحسب ما في جيبه ويقف ليتخذ القرار المؤلم،
مفاضلا بين ساعة مرح مع الأصدقاء يتخللها الذهاب إلى محل الحلوى وإنفاق "المصروف" أو الصبر لأيام قليلة يتجمع فيها ما يكفي لشراء كتاب .
ويا للعجب .. دائما ما كان الأمل ينتصر على الواقع، وينسحب الصغير بهدوء تاركا الجمع يلهوا في فرح حقيقي، وفوق شفتيه ابتسامة صغيرة، بعثها طموحه الكبير بامتلاك كتاب أو قصة ما .
ويكبر الطفل وتكبر معه أحلامه، وآماله .. وآلامه .
ابن التسعة عشر ربيعا كان عندما قرر أن يسافر تاركا وطنا على اتساعه يضيق بأبسط أحلامه !.
وطن منهك ذلك الذي ودعه الشاب وهو يستقل طائرته مهاجرا ..
ليبدأ معركة جديدة قاسية، وكانت هذه المرة مع الغربة ..
ألوان من البشر .. مئات من الحكايات .. تجارب غريبة وقاسية وجدها في انتظاره هناك ..
وبدأ في التعلم الحقيقي، وبدأت الحياة في نحت وقائعها ودروسها في وجدانه نحتا !.
سقط الفتى ونهض مرات ومرات ..
طوقه اليأس حتى بدا له أن لا أمل ..
وجاءه الأمل معانقا حتى ظن أن لا خوف ..
فاجأه الخوف فأرهب قلبه وأربكه ..
دروس في فن العيش، جعلت من الشاب الصغير محترف حياة ..
علمته الحياة حينذاك أن لا شيء بالمجان، فدفع ثمن تلك الدروس عن طيب خاطر، ولا زال ...
لم يشتكي من غلاء الثمن .. ولا صعوبة الاختبار ..
وتمضي الحياة، ولا زالت مساحة الجهل لدى الفتي تزداد اتساعا يوما بعد يوم ..!
فمهما تعلم فلا زال هناك الأكثر، الحياة لا تبوح بأسرارها جملة واحدة، وإنما تقطر تقطيرا ..!!
والآن .. ها هو الفتى يجالسكم، بعدما أكمل عقده الثالث ..
كل أمله أن يتشارك الأصدقاء في البوح بما تعلموه، كي يقفوا سويا ليسر كل منهما لصاحبه بما رأي أو شاهد و تعلم..
مؤمنا أن لا غضاضة أن يتشارك أصدقاء الورق في البوح بأخطائهم، وكشف المستور بغية التعلم منه، والاحتراس من الوقع فيه .
حمل قلمه وجاءكم يبث بعضا من رؤاه للحياة .
شيء تعلمه فوجده يانع الثمار، رائعا عند تجربته فكتبه ..
خبر قرأه فعلق في ذهنه زمننا، فسكن فيه لبلاغته، فقرر أن يسجله لك .
خدعة انطلت عليه، فقصصها عليك كي لا يخدعك زيفها ..
بعضا من نظريات حياتية أو فلسفية آمن بها واعتنقها، فأحب أن يطرحها عليك، علها تجد صدى أو قبولا بوجدانك ..
وعلى رصيف الحياة .. يلتقي أبناء الهم الواحد ..!! ..
ع الهامش :: لظروف ما سأغيب عنكم لبعض الوقت .. فإلى أن أعود .. استمتعوا بحياتكم .. ودمتم بود
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى